الاثنين، 16 أبريل 2012

المنطلقات الفكرية للمنظور الواقعي :



المنطلقات الفكرية للمنظور الواقعي ... من إعداد: صابر آيت عبد السلام .

 أضحت الواقعية المنظور الأكثر انتشارا في دراسة العلاقات الدولية، هذا رغم انتقاد العديد من الباحثين له خاصة حول تشبثه بموضوع البحث الرئيسي التقليدي وهو دراسة أسباب الحروب وضروريات الاستقرار في النظام الدولي وهذا ما اعتبر تهميشا لما يحدث في ساحة العلاقات الدولية العصرية.
   لكن مارتن وايت Martin Wightيقول: "في عصرنا الحالي أصبحنا كلنا واقعيون".
   لعل أن شهرة ونجاح هذا المنظور يرجع إلى غناه كما قال Gilpin في كتابه غنى تقليد الواقعية السياسية، أو/و إلى حكمته ورزانته كما قال Buzan والتي يمكن أن تختصرها في المنطلقات الفكرية التالية:
   -          المنطلقات الفكرية للمنظور الواقعي:
1/.   حالة الفوضى التي تطبع العلاقات الدولية تعني أن الدول في حالة حرب، هذا لانعدام سلطة مركزية قادرة على منع اللجوء إلى العنف المسلح من طرف اللاعبين الدوليين.
2/.   اللاعبون الرئيسيون في العلاقات الدولية هم مجموعات الصراع، ومند وجد النظام الدولي الإستغلالي هذه المجموعات هي الدول-الأمم وقد رفض مورغنتاو في كتابه السياسة بين الأمم أن يجعل من الدولة المرجع الوحيد في السياسة الخارجية بطريقة منعزلة عن المضمون التاريخي رغم أنه يؤمن بأن المصلحة هي التي يجب الرجوع إليها في أي عمل سياسي، فالعلاقة بين المصلحة والدولة، الأمة هي منتوج التاريخ وبالتالي فهي محكوم عليها بالفناء في المستقبل إلا أنه في وقتنا الحالي ما من شيء يدفعنا إلى القول أن نظام الدولة-الأمة سوف يعوض بنظام آخر.
3/.    مجسدة في شخص قائد الجهاز التنفيذي تعتبر الدول لاعبين عقلانيين يعملون على البحث عن المصلحة الوطنية المعبر عنها بالقوة.
4/.   توازن القوى هي الوسيلة الوحيدة الكفيلة بضمان السلام لكن النظام والاستقرار الدوليين في التاريخ الغير منتهي للعلاقات بين الدول كان ولا يزال هشًا، وفي هذا لا مجال للتحسن أو التغير (يجب التوضيح في هذا الإطار أن الواقعيين لا يتقاسمون نفس النظرة حول فكرة التوازن الذي قد يكون ثنائي، أحادي أو متعدد الأقطاب.
   -          المنطقات الفكرية الثانوية للمنظور الواقعي:
1/.   في حالة ما إذا لم تتمكن السياسة الخارجية للدولة الوصول إلى تحقيق المصلحة الوطنية بالطرق السلمية فإن اللجوء إلى الحرب يعتبر وسيلة من وسائل السياسة الخارجية حيث يقول كلوزفيتر أن الحرب هي امتداد للسياسة بطرق أخرى.
2/.    المنظمات الدولية والوحدات الغير دولية ليسوا بفاعلين مستقلين ذلك أنهم لا يتصرفون إلا بوساطة الدول.
3/.   السياسة الخارجية والتي هي السياسة العليا high politics لها الأولوية عن السياسة الداخلية والتي هي السياسة الدنيا Low politics وأخد الرأي العام بعين الاعتبار يعتبر عائقا أمام العمل الدبلوماسي-الاستراتيجي.
4/.   وجود وتطبيق قواعد القانون الدولي ومنظمات التعاون تكون بحسب تماشيها مع مصالح الدول الأكثر قوة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق